فضيحة البناء العشوائي بجماعة متوح تستنفر الرأي العام المحلي ومطالب بتدخل عاجل لعامل إقليم الجديدة
تشهد جماعة متوح، التابعة لإقليم الجديدة، تفشيًا غير مسبوق لظاهرة البناء العشوائي، ما أثار موجة من الاستياء وسط الساكنة والمهتمين بالشأن المحلي، وسط مطالب متزايدة بتدخل عاجل من السلطات الإقليمية والمركزية، وعلى رأسها عامل إقليم الجديدة، لإيفاد لجنة تقصي الحقائق وفتح تحقيق شامل حول خلفيات هذه الفوضى العمرانية.
ورغم الإجراءات الصارمة التي أرستها وزارة الداخلية في مختلف ربوع المملكة لمحاربة البناء غير القانوني، إلا أن جماعة متوح تبدو وكأنها خارج نطاق الرقابة، حيث تنتشر بنايات عشوائية بشكل لافت، دون احترام لأدنى شروط وقوانين التعمير المعمول بها.
تورط أعوان سلطة ومنتخبين؟
حسب ما تداوله نشطاء محليون، فإن تفشي هذه الظاهرة يتم بتواطؤ مكشوف من بعض أعوان السلطة، وأعضاء من المجلس الجماعي، حيث أصبحت مناطق واسعة من تراب الجماعة، وخاصة بدواوير طلوحة ولبهيلات، مرتعا خصبا لتجار البناء العشوائي، الذين ينشطون بعلم وتغاض من الجهات المفروض فيها حماية القانون وتنفيذ قرارات الهدم والزجر.
وتُظهر صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حجم الكارثة، حيث تم تشييد طوابق عشوائية فوق بنايات دون الحصول على التراخيص اللازمة، بل تم التعدي حتى على أراضٍ مخصصة للاستثمار الفلاحي بكل من متوح وبولعوان، التابعتين لقيادة متوح، في تقصير تام من اللجنة التقنية المحلية.زد على ذلك تجزئة بشر المطلة على الجماعة مما يعد تسيب خطير وضرب للمنظومة الإصلاحاتية للدولة .
رغم المهام المنوطة باللجنة التقنية المحلية، في التتبع والمراقبة إلا أنها لم تحرّك ساكنا، حسب ذات المصادر، وظلت في موقع المتفرج، مكتفية بإجراء معاينات شكلية دون اتخاذ أي إجراءات ردعية ضد المخالفين، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى نجاعة هذه اللجنة واستقلاليتها.
مما زاد من مخاوف جمة من استغلال انتخابي للبناء العشوائي.
هذا ويتخوف الفاعلون المحليون من أن تتحول هذه الظاهرة إلى ورقة انتخابية يُستغل فيها البناء العشوائي لاستمالة الأصوات، خصوصا ونحن على مشارف سنة انتخابية جديدة، خصها جلالة الملك محمد السادس نصره الله أهمية بالغة في أكثر من مناسبة، داعيا إلى ترسيخ دولة القانون وتكافؤ الفرص.
والغريب في الأمر أن قائد اولاد افرج في إطار النيابة بمتوح لم يحرك ساكنا وكأن خارج عن نطاق مسؤوليته الشيئ الذي ولد حالة من الاستياء لدى الفعاليات المهتمة.
حيث تعالت دعوات لتدخل عاجل…
في هذا السياق، وجه عدد من النشطاء والمهتمين نداءً عاجلًا إلى السيد عامل إقليم الجديدة، مطالبين بالتدخل الفوري لإعادة هيبة القانون، وفتح تحقيق نزيه حول الجهات المتورطة في هذه الفوضى، التي تهدد بنسف جهود التنمية المجالية، وتضرب في العمق مصداقية المؤسسات والبرامج الوطنية المرتبطة بالسياحة والاستثمار، خاصة مع استعداد المملكة لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا للأمم ومونديال 2030.