العاجلة
الأحد. أكتوبر 12th, 2025

خيّم الحزن والأسى، يوم الثلاثاء، على معبر باب سبتة، مع وصول جثماني الطفلين المغربيين توفيق ومحمد، البالغين من العمر 15 سنة، إلى ذويهما، بعد أسابيع من وفاتهما غرقًا في محاولة فاشلة للعبور إلى مدينة سبتة المحتلة.

خيّم الحزن والأسى، يوم الثلاثاء، على معبر باب سبتة، مع وصول جثماني الطفلين المغربيين توفيق ومحمد، البالغين من العمر 15 سنة، إلى ذويهما، بعد أسابيع من وفاتهما غرقًا في محاولة فاشلة للعبور إلى مدينة سبتة المحتلة.

رحلة الأمل تنتهي بالفاجعة

الطفلان ينحدران من منطقة بني سعيد بضواحي وادي لو (إقليم تطوان)، وكانا قد انطلقا سعيًا وراء “حلم الهجرة” نحو المدينة المحتلة شهر شتنبر الجاري. لكن رحلتهما المأمولة انتهت بفاجعة مأساوية في فجر يوم 5 شتنبر، حين عثرت وحدات الحرس المدني الإسباني على جثتيهما مفصولتين بساعات قليلة، في منطقتي الريسينتو والسرشال بسواحل سبتة.

كان الضحيتان يرتديان ملابس عادية وأحذية رياضية، ما يرجّح فرضية نقلهما على متن قارب صيد صغير قبل أن يُجبرا على القفز في عرض البحر.عراقيل إدارية أخّرت إعادة الجثمانين

رغم التعرف على جثتي الطفلين في وقت مبكر، تأخرت إجراءات إعادة الجثامين إلى المغرب لعدة أسابيع بسبب تعقيدات بيروقراطية. غير أن شركة خدمات الجنائز “القدر” تمكّنت، يوم أمس، من استكمال جميع الترتيبات ونقل الجثمانين عبر معبر تراخال، حيث كان في استقبالهما أفراد أسرتيهما وسط دموع الفقد والحسرة.

قصص فقر وأحلام منكسرة

وفق إفادات مقربين، فإن توفيق، الذي احتفل بعيد ميلاده الخامس عشر في مارس الماضي، ومحمد الذي كان ينتظر بلوغ السن ذاته في نونبر المقبل، كانا من أبناء أسر فقيرة تعاني من ضيق العيش، ما دفعهما إلى ركوب مغامرة خطيرة على أمل مستقبل أفضل في الضفة الشمالية.

جهود أمنية لتحديد الهوية

وقد تمكّنت عناصر الشرطة القضائية التابعة للحرس المدني الإسباني، بالتعاون مع مختبر الطب الشرعي والأسر المغربية، من تحديد هوية الجثتين بعد نداءات استغاثة نشرتها العائلتان. وتمكن أحد أقارب الطفلين من الدخول إلى سبتة والتعرّف رسميًا على الجثتين، وهي خطوة لا تزال عصيّة على كثير من العائلات التي تترقب مصير أبنائها المفقودين بين الأمل والألم.

مأساة تتكرر وأرقام مفزعة

بحسب معطيات ميدانية، ارتفع عدد ضحايا محاولات العبور إلى سبتة منذ بداية سنة 2025 إلى 32 حالة وفاة، معظمهم من القاصرين والشباب. وتُضاعف إجراءات التأشيرة المشددة المفروضة على المغاربة بعد جائحة كورونا من معاناة الأسر، حيث يصعب على كثير من ذوي الضحايا دخول سبتة للتعرّف على الجثث أو تقديم عينات الحمض النووي (ADN) لتأكيد الهوية.

By الجديدية الحرة

جريدة رقمية جهوية شاملة

Related Post